العَلَم اليمني: توأم العلم الفلسطيني في معاداة الصهيونية وآل سعود
محمد محسن الجوهري*
عندما أقدم النظام السعودي على قمع كل من يرفع علم فلسطين، بدواعٍ صهيونية واضحة، اتجه الأحرار في بلاد الحرمين إلى رفع العلم اليمني بديلاً عنه، حتى اكتظت المقاهي والمحلات بألوانه الثلاث في دلالة على رفض المواطنين لسياسة التصهين الرسمية، وللتأكيد بأن راية اليمن هي نفسها راية فلسطين في كل معانيها ودلالاتها الرمزية، وهذه حقيقة، فقد أثبتت عملية طوفان الأقصى المباركة أن شعبي اليمن وفلسطين صنوان في الكفاح والمصير، ولا مجال لفصل الشعب اليمني عن قضية العرب والمسلمين الأولى، ولم يزدد اليمن بالعدوان عليه إلا قوة في انتصاره لأشقائه في الدم والعقيدة في البيت المقدس وأكنافه.
المثير أن النظام السعودي سعى جاهدًا خلال سنوات العدوان الثمان وما بعدها إلى جعل العلم اليمني مثار خلاف بين الفرقاء اليمنيين لدرجة أن الموت قد يكون مصير من يرفعه في عدن المحتلة، كما سعى إلى الترويج لشائعات كثيرة حول إهانة العلم اليمني في صنعاء، وهي التي رفعته بكل فخر وأجبرت كل العالم على احترام اليمنيين بكل أطيافهم.
إلا أن محاولات السعودية باءت بالفشل، وهذا ما زاد من حرج موقفها بشأن العلم اليمني، فهي إن قمعت من يرفعه على أرضها تسقط كل سرديتها بشأن العلم اليمني الذي تزعم أنها تدافع عنه، وإن سكتت وتركت المجال مفتوحًا تحول علم اليمن إلى أيقونة للحرية والكرامة في بلاد الحرمين.
أما عن مخاوف النظام السعودي من علم فلسطين فالدوافع في ذلك كثيرة، أهمها أنه رمز لمعاداة الصهيونية ومقارعة الاستكبار العالمي، وآل سعود جزء من هذه المؤامرة، ولذلك دأبت أجهزتهم الأمنية على قمع كل إنسان حر يرفع راية فلسطين، حتى لو داخل الحرم المكي الشريف الذي جعله الله للناس سواءً وحرم الاعتداء على زواره والعاكفين فيه، إلا أن فلسطين بكل رموزها تكشف الأمة إلى فريقين: خبيث وطيب، وكالعادة فآل سعود في صف الخبيث وضد كل الأحرار والشرفاء في العالم.
ومن عظمة العلم الفلسطيني أنه تحول إلى راية عالمية، ورمز لكل الأحرار في العالم، ومن الصعب أن يغيب عن أي تحرك شعبي حر في قطرٍ من أقطار العالم، وبتنا نعتبره رمزًا نفرّق به بين الجموع الحرة والأخرى الشيطانية التي ترفع بالمقابل العلم الصهيوني، والذي بات رمزًا للشذوذ والإلحاد والعمالة حول العالم.
ولا غرابة أن يكون العلم اليمني هو الرديف لعلم فلسطين، فالقضية واحدة والمظلومية مشتركة لكل أحرار الأمة، ولنا الشرف أن يزين علمنا منازل الشرفاء وتجمعاتهم حول العالم، وأن يكون رديفًا له أيضًا حتى في بلاد الحرمين وفي مواجهة أكثر الأنظمة العربية قمعًا وتصهينًا، فكلمة اليمن في قاموس الطغاة لا تقل شأنًا عن مرادفتها فلسطين، كما أن النظام السعودي بات شريكًا لكل الإجرام الذي يمارسه أشقاؤه في الكيان الصهيوني بحق المسلمين في غزة وكل فلسطين.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

