السياسية: صادق سريع*

30 نوفمبر يوم الاستقلال المجيد، لم يكن يوماً من أيام الأسبوع، بل قدر محتوم منحته السماء وحققته إرادة ثوار اليمن الأحرار الذين أنهوا حقبة الاستعمار البريطاني بعد 129 عاماً من الاحتلال على جزء من اليمن الثائر.

ولم يكون مجرد يوم عابر كُتب في سجل التاريخ بعنوانه "يوم الجلاء" لآخر جندي بريطاني من أرض اليمن، بل كان يوم التحرير والتطهير للوطن من دنس الاحتلال والوجود الأجنبي بتضحيات دماء الشهداء الأبرار.

وفي ذكرى الـ 58 ليوم عيد الاستقلال 30 نوفمبر ، خرج اليمنيون بالمناطق الحُرة بمسيرات جماهيرية حاشدة تحت شعار "التحرير خيارنا.. والمحتل إلى زوال"، يؤكدون بإرادة ثابتة ورسالة واضحة لأنظمة الاحتلال السعودي - الإماراتي أن سيادة اليمن لا تخضع للمساومة، وأن التحرير خيار لا تراجع عنه مهما طال الزمن.

فذكرى يوم 30 نوفمبر، ليست مجرد ذكرى عابرة أو درساً من دروس الحرية التي تدونها سجلات التاريخ العتيق هنا وهناك، بل ملحمة يمنية تاريخية كسرت غرور الإمبراطورية الاستعمارية التي لا تغيب عنها الشمس (أمبراطورية بريطانيا العظمى).

ولم يكن يوم 30 نوفمبر، في قاموس ثوار اليمن، عبارة عن حدث ثوري وانتهى من ذاكرة التاريخ ، بل كان بركاناً يمنياً ثائراً التهمت نيرانه جيوش الاحتلال وكبرياء المحتل وقذفته إلى ما وراء البحر بلا رجعة.

ولم يكون 30 نوفمبر رقماً في يوميات التقويم الميلادي، بل ثورة حرية كتبت بحروفه تاريخ اليمن الجديد، يوم أجبر أحرار اليمن سلطة الاحتلال البريطاني على إنزال رايته الاستعمارية صاغراً لا راضياً من أعالي قلعة صيرة أيقونة الثورة والحضارة والتاريخ والوطن.

لقد سجل التاريخ في صفحاته الثائرة، يوم 30 نوفمبر، تاريخ حافل بالمجد والنضال والتضحيات العظام وصمود أسطوري فاق الخيال، وأعلن في ذلك اليوم المجيد صرخة وطن عانى 129 عاماً تحت وطأة الاحتلال البريطاني البغيض.

وكتب ثوار اليمن في 30 نوفمبر 1967، على راية الحرية: لا احتلال ولا وصاية، ولا هيمنة، ولا تبعية، ولا خضوع، ولا خنوع، ولا نفوذ سياسي، ولا وجود عسكري، ولا قواعد عسكرية، ولا تدخل في شؤون البلاد، وسيبقى قرار وسيادة اليمن خطاً أحمر.

ستظل ذكرى 30 نوفمبر الـ58 تاريخاً مرعباً لأنظمة الاحتلال السعودي والإماراتي على المناطق الجنوبية والشرقية من اليمن وأسيادهم في أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، على وقع أنغام كلمات أحرار اليمن:

برع يا استعمار ... برع ، برع برع برع يا استعمار
من أرض الأحرار برع، ولى الليل يمضي بالثوار
برع يا استعمار من أرض الأحرار تيار الحرية، تيار القومية..
برع أقولك برع شعبي ما بيذعن برع .. برع .. برع .. برع .. برع يا استعمار.

* المقال يعبِّر عن رأي الكاتب