السياسية - طوفان الجنيد*

أثبتت الأحداث الأخيرة في مناطق احتلال تحالف العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي البريطاني الإماراتي، والتي حدثت في محافظتي حضرموت والمهرة، أن تحالف العدوان لا يزال يركز اهتمامه على ورقتي الطائفية والمذهبية والمناطقية لتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم اليمن وتشتيته إلى دويلات وكيتونات يسهل السيطرة عليها، رغم أن هذه الأوراق قد أُحرِقت في بداية العدوان بفضل الله ويقظة الأحرار.
خاض الأحرار معركة مصيرية لمدة ثمان سنوات وما زالوا إلى اليوم، رغم تكالب العدوان على اليمن وشدة المعاناة وفداحة الجرائم، بثبات ووعي منقطع النظير، وتمكنوا من قلب الطاولة على العدو وخلق معادلة توازن ردع عالمية تجاوزت اليمن والمنطقة إلى استهداف الكيان الصهيوني في قلب يافا، وتلقينه الدرس القاسي في معركة إسناد غزة، وهذا ما اعترف به العدو الإسرائيلي بنفسه.
كما تم كسر هيبة الداعم الأساسي لهذا الكيان اللقيط، أمريكا، رأس العدوان، في معركة بحرية قلّما شهدها التاريخ من نظير، وأُعيدت السردية الدفاعية، وكسرت الأسطورة الدفاعية للقوى العظمى، ونسفت الهيمنة والاستكبار، بإغراقهما في قاع البحر بفضل الله، وسواعد رجال الرجال من أولو القوة والبأس الشديد، وحنكة وحكمة القيادة القرآنية والسياسية بقيادة القائد الشجاع، منّة الله وحجته على خلقه، السيد العالم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، حفظه الله ورعاه.

أدوات تمزيق اليمن:
يستخدم تحالف العدوان العديد من الأدوات لتمزيق اليمن، وأهمها:
1- الحرب العسكرية:
شن تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي حربًا شاملة على اليمن، استهدف فيها المدنيين والبنية التحتية، وأدت إلى دمار وخراب هائل، وسقوط آلاف من المدنيين بين شهيد وجريح.
2- الحصار الاقتصادي:
فرض تحالف العدوان حصارًا اقتصاديًا خانقًا على اليمن، منع من خلاله وصول المواد الغذائية والدوائية إلى الشعب اليمني، وتسبب بأزمة إنسانية وغذائية عالمية ومعاناة إنسانية لا تُعدّ ولا تُحصى.
وما زال هذا التصرف الهمجي العدواني قائمًا حتى اليوم.
3- الدعم الخارجي:
قدم تحالف العدوان الدعم المالي والعسكري لقوى داخلية، مكونًا لفيفًا كبيرًا من المرتزقة والعملاء والماجورين لمساعدته على تحقيق أهدافه المشؤومة، واستطاع أن يستقطع جزءًا لا بأس به من المناطق اليمنية ويُحكم سيطرته عليها.

نتائج تمزيق اليمن:
أدى تمزيق اليمن إلى نتائج كارثية، منها:
تعرض الشعب اليمني للمجاعة والحصار الخانق، حيث يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.
دمار شامل لكل البنية التحتية وكل ما يتعلق بالحياة المعيشية للشعب اليمني، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والطرق.
وفاة ومعاناة ونزوح داخلي لملايين اليمنيين بسبب الحصار، ووفاة آلاف الأطفال اليمنيين نتيجة القتل والجوع والأمراض.

خاتمة:
ليكن في بال المعتدين أن كلما تمادوا في إجرامهم وحاكوا مخططاتهم، يزداد أحرار اليمن وعيًا وثباتًا وصمودًا، وينتقلون من عظمة إلى أعظم.
هنا يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، ويعمل بصدق وإخلاص وحيادية وإنسانية على وقف إجرام هذا العدوان على اليمن، ورفع الحصار الاقتصادي عنه.
كما يجب على اليمنيين، خاصة في المناطق المغرّبة شمالًا وجنوبًا، أن يتحدوا مع أحرار اليمن، ويستعيدوا حساباتهم؛ فلم يعد بعد اليوم أي عذر لهم، فقد تكشفت الحقائق وعرفوا تحالف العدوان على حقيقته، وصانوا كرامتهم ووحدتهم.

* المقال يعبر عن راي الكاتب