هناء السقاف

يستمر تحالف العدوان على اليمن باستخدام كافة الوسائل التي تحقق أهدافه في إتمام السيطرة على البلد الذي لا يزال يقاوم حتى اللحظة ويلقن رجاله العظماء من المجاهدين دروس النصر لهذا التحالف الموالي لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى.

بعد ست سنوات من العدوان لا يزال العدو يتفانى في استغلال الشائعة التي أطلقها منذ انطلاق ما تسمى بـ”عاصفة الحزم” إلى أقصى درجة في كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية…الخ

يعلم العدوان جيدا دور القبيلة في مواجهته فهي تعتبر من المرتكزات الأساسية في دعم الجبهات بالمال والرجال والقوافل الغذائية. .لذا فعين دول تحالف الشر تراقبها وتحاول تفكيكها من الداخل عبر بث الأخبار الكاذبة التي تقلل من شأن القبيلة وزرع العنصرية والمذهبية والطائفية فيما بينها.

لعب العدوان على هذا الوتر كثيرا ونجح الأمر وانضمت العديد من القبائل التي اثر عليها حزب الإصلاح من خلال خطبة وندواته ومحاضراته المكثفة ووسائل إعلامه في بث سمومه في أوساط المشايخ والأعيان والأفراد في خلق معلومات زائفة عن من يدافعون عن الوطن من المحتلين المتربصين وقاموا بتشويه صورهم على أعلى مستوى بأنهم روافض مجوس ويسبون الصحابة وأنهم أدوات إيران وهدفهم تسليم البلد لها ومصطلحات كثيرة مليئة بتسميم أفكار العامة والخاصة.

أما الجانب العسكري فنعلم جميعا أن الأنباء المتداولة عن انتصارات وتقدم مجاميع المرتزقة وسقوط جبهات بأيديهم بعد أن سيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وتم تطهير المنافقين وأدوات السعودية والإمارات منها وبثت صور لمقاطع تلفزيونية من قبل الإعلام الحربي، ما هو إلا حرب نفسيه تدخل في إطار زعزعة نفوس المجاهدين ومناصريهم والتقليل من وقعة الهزائم على مرتزقتها وتثبيط عزيمتهم، فيظهر العديد من مراسلي قنواتهم الإخبارية بمظهر يكشف مدى كذبهم على المشاهد والمتابع وحتى من لا زال يصدقهم فما هي إلا أيام قلائل حتى تتكشف الأوراق الخفية أمام ناظريه.

بث الشائعات هي من الطرق التي استخدمت قديما وفي الوقت الحاضر لما لها من نتائج ايجابية ونجاحها أثبت بمرور الوقت ولربما كان لها دور في حسم العديد من المعارك وإسقاط مدن ودول في يد الطرف الآخر الذي استطاع التمكن من كيفية إدارة الإشاعة بشكل محترف ومضمون الأهداف.

لذلك تعتبر الحرب النفسية أخطر من الحروب التي يُستخدم فيها العنف، وقد أوضح تلك النقطة نابليون بونابرت حين أكد أن حرب العقل أقوى من حروب الأسلحة، وأضاف أن هناك قوتان فقط بالعالم العقل والسيف، وعلى المدى الطويل، العقل دائمًا ما ينتصر على السيف.

اليوم أيضا يستخدم تحالف العدوان على بلدنا الشائعات في الجانب الأمني في المناطق الغير محتله التي لا تقارن بتلك المناطق المسيطرة عليها قوات الاحتلال وأدواتها من انعدام الأمن وانتشار الجريمة.

حاولت عدة مرات ولا زالت دول العدوان في زرع أشخاص انتحاريين للقيام بعمليات تفجيرية داخل العاصمة والمدن التي حررها الجيش واللجان الشعبية لإسقاط الأبرياء والهدف من ذلك زعزعة الأمن وإفقاد ثقة الناس بالسلطات الأمنية.

كما يبدأ دور الأيادي الملطخة بالعار في استغلال أي جريمة تحدث لتهييج الرأي العام والتحريض على الخروج في مسيرات رافضة لدور الأمن والتقليل من شأنه وغض الطرف عن الأدوار الأخرى التي يقوم بها الجهاز الأمني في حماية المواطن وضبط العصابات المسلحة والمتورطين بأعمال السرقة أو القضايا الجنائية.

أما على الصعيد السياسي فيجب أن تكون هناك بصمة للعدوان في أروقة السياسيون في شق طريقهم الموحد فيبدأ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في بث أخبار عن خلافات مزعومة للقيادات وتكوين أجنحة لهما ضد الآخر.. ويصنفوهم بأجنحة متشددة وأخرى معتدلة تتخلها صراعات غير ظاهرة للعيان.

والهدف من ذلك التصوير في ذهن المواطن أن هناك انقلاب مرتقب ووشيك بين قيادات الدولة فيبدأ الانفلات الأمني والاقتصادي الذي يهدد استقرار الدولة.

وكان محمد بن سلمان ولي عهد السعودية قد قال، خلال حواره مع مجلة “التايم” في سياق حديثه عن الحرب وإمكانية الحوار مع انصار الله، “سأقولها اليوم بشكل صريح، نحن نعمل من خلال معلومات استخباراتية على تقسيم الحوثيين. لذلك نرغب في منح الفرصة إذا كان هناك أشخاص في الصف الثاني أو الثالث للحوثيين، ويرغبون في مستقبل مغاير فسنساعدهم على فصلهم عن قادة الصف الأول من الحوثيين الأيديولوجيين”.

أما على الأصعدة الأخرى الاقتصادية والإنسانية فكم من الحديث في ذلك فالورقة الاقتصادية لا تزال في الصدارة والمفضلة لأعداء الإنسانية من تحالف العدوان والتي خلقت العديد من الأزمات سواء الغذائية أو مشتقات النفط، كما لعبت في الدور الصحي حيث روجت شائعات عديدة حول فيروس كورونا وإحصائيات ضحاياه..

وكما نشرت عبارة ” الابرة الرحيمة ” حتى تمنع الناس من دخول المستشفيات بعد أن زرعت الخوف داخلهم وأفقدتهم مصداقية مهنة الطب في المناطق التي لا تزال بعيدة عن سيطرتها.

تضليلات وأكاذيب وأوهام يتفنن فيها تحالف العدوان على اليمن حتى يصل إلى مبتغاة عبر أدواته من الداخل والخارج ولكن الله هو الحكم والرحيم ويلبسهم الخذلان ويلحقهم بالهزائم في كل مرة قال تعالى “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.

ومن هنا عرّف الشائعة كل من (جولدن البورت) و(ليوبوستمان) في كتابهما سيكولوجية الشائعة بأنها “اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين مطروح كي يؤمن به من يسمعه” وهي تنتقل عادة من شخص إلى أخر عن طريق الكلمة الشفهية دون أن يتطلب ذلك مستوى من البرهان أو الدليل. على انه كثيرا ما تنتقل الشائعة عن طريق: الصحافة أو الإذاعة أو أجهزه الإعلام الأخرى.

والشائعة تمس أحيانا أحداثا مثل الحرب والتظاهرات والفيضانات والكوارث وارتفاع الأسعار والعلاقات السياسية والموضوعات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية وانتشار مرض معين…. الخ كما تمس أشخاصا مثل: رئيس الدولة أو رجال الحكومة أو الصحفي ع أو السيدة س… هذه بعض النماذج لأهداف الشائعات مع أن هناك أشكالا أخرى ملموسة تظهر فيها مثل الثرثرة والنكات والتقولات والقذف والتنبؤ بخير أو شر – بالأحداث المقبلة.

ويؤكد خبراء علم النفس أن الحروب النفسية المعتمدة على الحملات الدعائية، التي يمكن تمريرها بسهولة عبر الشبكة العنكبوتية، أصبحت أكثر أنواع الحروب النفسية خطورة وتأثيراً، بسبب الارتباط النفسي للبشر بالتكنولوجيا في عصرنا الحديث، الأمر الذي جعلهم هدفًاً أسهل والوصول إليه أصبح أسرع، ولذلك دائماً ما تجد تقارير إرشادية ينشرها علماء النفس في مقالاتهم، حول كيفية تحاشي الحرب النفسية التي قد يواجهها الإنسان يومياً في حياته العادية.