كان للعرب فارسا فأصبح لليهود حارسا..!
هناء السقاف
“الصلف الصهيوني “التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني” “سرطان في جسد الأمة العربية” وغيرها من المصطلحات التي طالما رنت في آذاننا طيلة أكثر من ثلاثة عقود والتي كان يرددها الراقص على جماجم الشعبين اليمني والفلسطيني الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح في خطاباته خلال القمم العربية أو الرسمية داخل الوطن.
سياسة صالح كانت معروفة بأنها تخدم مصالحة أولا قبل أي شي في حين لم يترك طرفًا من الأطراف المتنازعة في اليمن إلا وتحالف معه، وحاربه فيما بعد، حسبما اقتضت المصلحة السياسية، وهو ما يؤكده بحث وكالة «ديفينس وان» الإخبارية عن استخدام صالح لتنظيم القاعدة في اليمن لتحقيق مآربه في استغلال دعم مالي من امريكا بحجة مكافحة الإرهاب.. مُشيرًا إلى أن اليمن كان وجهة للتهريب والهجرة، في منطقة القرن الأفريقي؛ مما أدى إلى تنامي القوات المتطرفة بها، وهو ما استغله عبد الله صالح لخدمة مصالحه.
ومما لاشك فيه أن اللقب الذي اطلق عليه ب”فارس العرب” كان مجرد حيله ليتخفى من خلاله على مشاريعه الصهيونية والضحك على الشعوب العربية الذي وصفوه انه آخر زعيم عربي كانت القضية الفلسطينية من أولى اهتماماته.
ونتذكر جيدا أن صالح زاد الحماس لديه في أحدى القمم العربية أثناء القائه كلمته في مقر الجامعة العربية بالقاهرة عندما وجه طلب من الدول المجاورة لفلسطين بفتح حدودها لليمنيين لشن هجوم على الكيان الصهيوني واستعادة الأراضي المحتلة فيما كانت الأنظار مسلطه نحوه من زعماء العرب والتي اتسمت بالسخرية حتى أن الرئيس المصري حسني مبارك قال وقتها “تعال وسوف نرى ماذا تفعل”ولربما هم يعلمون جيدا أنها مجرد تمثيلية لينال بعدها لقب “فارس العرب” فهو يعشق تجميع الألقاب من ابن اليمن البار والقائد الفذ ووووو الى الزعيم مؤخرا والذي جعل اتباعه يطلقونه عليه.
ولكن الأيام الأخيرة في حياة صالح كشفت السر الدفين له عندما صرح لمذيع قناة الميادين بأنه على استعداد في التطبيع مع الكيان الصهيوني بحجة إنهاء الحرب على اليمن.. والتي كانت بمثابة دهشة للمواطن اليمني والعربي ولكن الصدمة كانت بعد تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة يحيى سريع وما كشف من وثائق سرية عن التعاون بين نظام صالح وإسرائيل.
حيث كشف سريع، عن إن “وفداً من الكنيست الإسرائيلي قام مطلع مارس 1996 بزيارة إلى صنعاء، والتقى مسئولين على رأسهم علي صالح في إطار الجهود الصهيونية للتطبيع بين (الدولة اليهودية) واليمن”..مضيفا “طلب الوفد اليهودي الزائر لصنعاء من المسؤولين تجنيس ما يقارب 60 ألف إسرائيلي بالجنسية اليمنية منهم 15 ألف يحملون الجنسية الأمريكية”، مؤكدا أن “الوفد اليهودي قابل شخصيات مهمة أبرزها عبدالكريم الإرياني وعلي محسن الأحمر ومطهر المصري”.
سريع تطرق أيضا إلى وثيقة صادرة عن جهاز الأمن القومي اليمني إبان الرئيس صالح، تحدثت “عن زيارة غير معلنة لمستشار وزير الخارجية الإسرائيلي بروس كاشدان، إلى صنعاء في 14 يوليو 2007 استمرت يومين، بترتيب من مسؤولين يمنيين إضافة إلى دور من دولة الإمارات.. مفيدا “ان أهم ما بحثه المسؤول الإسرائيلي خلال الزيارة مجال الطيران المدني والتهيئة لتوقيع اتفاقية تسمح للطيران المدني الإسرائيلي من عبور أجواء اليمن”.
وجاءت ردود الشارع اليمني عقب تلك التصريحات مؤكدة حرص أهل اليمن على أحقية الشعب الفلسطيني ومظلوميته ومشروعية نضاله ضد الاحتلال الصهيوني واستنكارهم فيما ما تم الكشف عنه.. معبرين في الوقت ذاته عن شعورهم بالصدمة من التطبيع تحت الطاولة والمدروس منذ سنوات على كافة الأصعدة والشعب لا يعلم شي سوى الهتافات والشعارات الكاذبة.
من جانبهم، أبدى باحثون سياسيون وأكاديميون يمنيين عن استغرابهم ازاء التعاون الخفي والذي وصل حتى على الصعيد العسكري وليس فقط اقتصاديا وسياسيا.. مضيفين أن مسألة التجنيس لعدد من الاسرائيلين والأمريكيين وبهذا الكم الهائل كان سيشكل خطرا حقيقيا على الامن القومي.. مشيدين في الوقت ذاته بثورة 21 سبتمبر التي افشلت مخطط كبير كان يهدد الشرق الأوسط بكامله وليس اليمن فقط.
هذا وقد أكد الصحفي الصهيوني “جاكي حوجي”، بتغريدة على “تويتر” أن بروس كشدان هو اليوم دبلوماسي متقاعد بعد عمله في وزارة الخارجية وأن “مصداقية هذا الخبر عالية”.
وفيما أكد سريع “امتلاك أدلة أخرى على المشاركة العسكرية الإسرائيلية في العدوان، سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب”. هاهي الأيام تكشف لنا يوما بعد يوم من يظهرون الحق ويخفون الباطل ومن زعماء يحكمون شعوبهم كانوا عملاء خونه منذ عقود تحت إقدام إسرائيل وما يحدث اليوم من تسارع أنظمة عربية للتطبيع ماهو الا فضح السر المكشوف.